تطوير حقائب للعمل مع الأطفال: من خلال العمل – نهج اجرائي في تطوير الموارد

كانت لنا  في مركز الطّفولة بمضمار تطوير الحقائب[1]  ثلاث تجارب: الأولى: كانت العمل على تطوير حقيبة "أنا وبلدي"[2] - النّاصرة بلدي: والّتي تهدف إلى تعزيز شعور الإنتماء للبلد لدى الطّفل والطّفلة والمربّية والّتي اعتبرناها نوعًا جديدًا من الموارد.  والثّانية عملنا عليها مع قسم المساواة بين الجنسين في مكتب وزارة التّربية والتّعليم ومع الأخت عربيّة منصور لتطوير حقيبة للمساواة بين الجنسين.  اما التّجربة الثّالثة فهي مع حقيبة النّباتات (2001). في الثّلاث تجارب تبنّينا النّهج نفسه وهو اختيار المواضيع المرتبطة بهويَّتنا وطرحها عن طريق رؤية تربويّة شموليّة تكامليّة. وقد تم تطوير الحقيبية الثالثة ضمن مشاريع مشاركة.  تعتبر هذه الحقائب نتاج مجهودٍ استمرّ لعدّة سنوات، فهي نتاج لمسار تشارُكي مميَّز.  فقد قامت "مشارَكة" بتخطيط استراتيجيّ مشترك لنهج تطوير الحقائب، وكذلك وفي إطار كلّ جمعية على حدة حيث جَمّعت كلّ جمعيّة قدراتها ومهاراتها وبمساعدة ودعم من مربّيات عاملات بالحقل، قامت بتطوير الحقائب، فهي نتاج لمسار تشارُك مميَّز أطلَقنا عليه في العدد الأوّل من همسة وصل (النّشرة التّربويّة الخاصّة بمشارًكة) "فزعة" من نوع جديد:

"فَزع النّاس في مجتمعنا عند بعضهم البعض ليصنعوا كعكَ العيد"، أو "لصبّ سقف البيت"، أو لعصد العصيدة احتفالاً بمولود/ة جديد/ة، في الأفراح وفي الأتراح وفي كلّ مناسبة "تستاهل" وتحتاج لأكثر من كتف لحملها.

نحن اليوم بصدد "فزعة" من نوع جديد، فزعة لحمل مسؤوليّة تطوير ورعاية الطّفولة المبكرة في مجتمعنا. فهل سنستفيد من معارفنا الموروثة عبر أجيال ومن الفزعات لنحمل هذه المسؤوليّة؟!

إنّه تحدٍ كبير، ونحن المؤسَّسات الخمس الشّريكة في هذه الفزعة، أخذنا على عاتقنا بدء مسيرة- كانت كلّ مؤسَّسة منّا قد حاولت السّير بها منفردة. وبعد سنوات من الجهد والعمل.. كان لا بدّ من لقاء فالتقينا بمشاريع مشترَكة خطّطناها سويّة، بعد أن تدارسنا أوضاع الطّفولة في مجتمعنا ووضَعنا أولويّات للعمل وحصلنا على تمويل للمشاريع".

منطلقات مشروع الحقائب:

يُظهر تحليل المكتبة العربيّة النّقص الكبير في برامج الدّعم للمربّية خلال عملها مع الأطفال، وأنَّ هناك حاجة لتطوير موارد كوسيلة إضافيّة لدعم المربّيات العاملات مع الأطفال في الرّوضات، الأهالي والمجتمع. وهناك حاجة لإدماج وتقديم محتويات ذات صبغة دالّة على المجتمع العربيّ، مثل المواضيع المرتبطة بالهويّة واللّغة.

الحاجة لإبداع مصادر عمليّة للعمل مع الأطفال.

الحاجة للتّأثير الإيجابيّ على العمل في الحقل ودعم ارتقائه.

أهمّيّة أن يكون هنالك تنوع بالموارد المختلفة ليتسنّى للمربّية الإختيار.

تعزيز دور المربّية والإستفادة من خبراتها، بحيث أنّها الخبيرة الّتي تواجه الصّعوبات والتّحدّيات.  وتحاول تغيير الواقع الّذي تعايشه مع أطفالها، لهذا استعملنا الطّاقات الموجودة في الحقل لتطوير هذه الحقائب.

 عملت الجمعيّات المختلفة، الأعضاء في مُشارَكة على تطوير الحقائب وذلك من خلال نهج عمليّ وبمشاركة المربّيات ضمن تدريب باعتراف من وزارة التّربية والتّعليم، والذي حصلنا عليه في سنة 2001 وتم استقطاب المشاركات بدعم من المفتشة العنمل إنقسم إلى مرحلتين: المرحلة الأولى عبارة عن 56 ساعة تدريبيّة، تمّ خلالها التّعرف على الموضوع.  والمرحلة الثّانية عبارة عن 56 ساعة تدريبيّة، تمّ خلالها تطوير أفكار للعمل مع الأطفال من المربّيات المشارِكات، تلك الأفكار كانت عمادًا لكتابة الحقائبأمّا الحقائب الّتي تمّ العمل عليها فهي: النّباتات والهويّة- نباتات بلادي بين الجبل والوادي (مركز الطّفولة)، اللّغة والذّات (جمعيّة النّساء العكِّيّات)، "إحساس وكِيف" (دار الطّفل العربيّ- المثلّث الشّماليّ)، دمج الأهل في العمل التّربويّ في الرّوضات في النّقب (جمعيّة أجيك). انتهى التدريب سنة 2002 وتابعنا العمل سنة  2003 حيث تابعنا جمع المعلومات حول النباتات، دربنا ال 112 ساعة، تخطيط وتنفيذ وتوثيق للقاءات المختلفة، بداء مسار تطوير الحقيبية. وتابعنا العمل  2006 كتابة وتوثيق مراجعة خارجية (القاهرة وتغريد) تصميم وطباعة



[1] حقيبة : حقيبة تربويّة تشمل في داخلها أجزاء عدّة مختلفة ومتنوّعة، مثل: كتب، ألعاب، أغانِ، شرائط تسجيلية،...... تتمحور كلّها حول الموضوع نفسه.

[2] حقيبة "أنا وبلدي" : هذه الحقيبة في طور الإصدار