"عرضت الهوية الفلسطينية المحلية والتراث للتهديد بصفة مستمرة في ظل الاحتلال، حيث يواجه الفلسطينيون أحداثاً صادمة بشكل يومي، وممارسات اسرائيلية تمس الثقافة الفلسطينية وتشوه خصائصها وتحد من مساهمتها في تطوير الثقافة والتفاعل والحوار الحضاري على المستوى العالمي".

ومن مقومات هذا التهديد هو ما حدث لقرانا ومدننا من تهجير وهدم والتى تكاد تختفي في الجغرافية الحالية تحت مسميات جديدة والمزيد من التهويد. كما وتنقص المكتبة العربية قصص أطفال نوعية تجري أحداثها في فلسطين وشخصياتها وجغرافيتها فلسطينية، على الرغم من أن أدب الأطفال هو مركب مهم جدا من المركبات الثقافية. فالكتاب الجذاب بحبكته ورسوماته يصبح رفيقا للطفل، ينام معه، ويرجع له كلما وجد وقتا لذلك.

فكيف لنا ان نسد هذا النقص في مكتبتنا ونقدم كتب جميلة وجذابة تجري أحداثها في قرى كانت وهجرت، او تجري أحداثها مع شخصيات كانت تلعب هناك ولغتها بالعربية الفلسطينية "اللغة الوطنية" كما سماها الشاعر سعود الاسدي.

قرانا الباقية فينا

خلفية المشروع

كنت في رحلة عائلية مع أخي وأطفاله إلى شمال فلسطين حيث مررنا من قرب قرية البصة وكالعادة كلما مررنا من جانب قرية هجرت واسمها استبدل باسماء جديدة اذكر اسمها للأطفال لتبقى ذاكرة المكان بالرغم من تشويهه ومحاولة تغيبه ومحوه من الجغرافية، فما كان من "جود" ابن الخمس سنوات  ان سالني وينها لأنه لم يرى اثأر للقرية سوى الشاطئ فقلت له بدك احكيلك قصة فقال بحماس نعم وهكذا ابتدأت الحكاية مع قرية البصة:

كان يا مكان ومش من زمان كثير قبل ال48 قرية اسمها البصة

تشجعت عندما طلب مني جود واخواته ان احكي القصة كمان مرة وكمان مرة

وعندما كتبتها على ورق وعدت اليهم كانوا فرحين فهذه القصة شاركوا في ولادتها, "

واصبحت احلم في كتابة قصة عن كل قرية هجرت

تبدأ قصص سلسلة "قرانا الباقية فينا" جميعها ب: "كان يا مكان في قديم الزمان ومش من زمان كثير .. فبل ال48 كان في قرية اسمها البصة...، الشجرة...، البروة"   ومن ثم نسرد قصة كلها خيال بخيال اما البصة والبروة والشجرة فهي حقيقية.

على الغلاف الخارجي نقدم نبذة قصيرة عن القرية للراشد المرافق للطفل وكتبه.   

ترافق القصة رسومات جذابة من رسام او رسامة سنتعاقد معها لاحقا.

يسعى المشروع الوصول بسلسلة "قرانا الباقية فينا" إلى الأطفال الفلسطينية بيوم الطفل الفلسطيني القادم وتقديمه كهدية لهم في عيدهم في 5-4-2017

ولكي نضمن توزيعه في المناطق المختلفة سنتشابك مع شركاء لنا كنا عملنا معهم في الماضي كمركز القطان للطفل غزة، او التعاون لبنان، او روضات غسان كنفاني لبنان بالإضافة إلى ورشة الموارد العربية في لبنان لضمان طباعة السلسة هناك وتوزيعها في نفس اليوم لجميع الأطفال مجانا.

كما وسنعمل صفحة في وسائل التواصل الاجتماعي للتعريف بالسلسلة ولجمع مردود من الأطفال من جميع المناطق.

 هذا المشروع ريادي على عدة مستويات:

  • لأول مرة تكرس قصص للأطفال عن هذه القرى وشخصيات مهمة في تاريخنا الثقافي محمود درويش وناجي العلي
  • القرى هي سياق للقصة الجذابة للطفل وليس حكاية عن القرية مما يضمن انجذاب الطفل للقصة
  • كتبت القصص بطريقة محببة للأطفال وبمشاركتهم
  • القصص بها من الخيال ولكن مسمياتها ومواقعها وتضاريسها الواردة في القصة خيالية مما جعلنا نكتب "كل القصة خيال بخيال ما عدا البصة، البروة، الشجرة فهي حقيقية.  فالبصة تقع على البحر ولذا كتبنا قصة أسميناها "صياد البصة" والبروة قرية شاعرنا محمود درويش ولذا كتبنا القصة وأسميناها "شاعر البروة"، والشجرة هي قرية ناجي العلي لذا اسمينا القصة "رسام البروة"
  • القصص مكتوبة باللغة المحكية الفلسطينية "اللغة الوطنية"