لن يركع منا حتى طفل رضيع

اهتم باسل ابن السادسة بالحديث الجاري مع أمه حول الأطفال في المناطق المحتلة، فهو منذ بدء الانتفاضة يتابع الأخبار كمئات الأطفال هنا والذين عايشوا الأحداث مباشرة عبر التلفزيون وشاهدوها في مدنهم وقراهم التي انتفضت احتجاجاً وتواصلاً مع كل ما يجري هناك.

تأثّر باسل مثل مئات وآلاف الأطفال بمشهد محمد الدرة وهو يقتل بين يديّ والده، فعبَّر ورسم وتحدث ووجد من أهله دعماً وتفهّماً.. فهو معتادُ على السؤال والاستفسار.

هذا وقد اهتم في المحادثة الجارية حول الأطفال هناك فتابعها وعلم منها عن النِّية في القيام بعمل ما لإعادة الأمل في الحياة، فقد علمنا أن الموت هو الرغبة الوحيدة لأطفال المخيمات التي تعرضت للقصف والعنف الدائم مثل مخيمات عايدة والدهيشة في منطقة بيت لحم.

اقترحت إحدى الصديقات تقديم أقلام وألوان ودفاتر ليتسنى لهؤلاء الأطفال التعبير عن ذاتهم "فليصرخ القلم".. هذا وباشرنا ببلورة الفكرة وتنفيذ هذه الحملة باشتراك مؤسسات أخرى، وقد أردنا تقديم حقيبة تحتوي على أقلام، دفاتر، محَّايات، برايات، ألوان.. للأطفال وكان هدفنا الوصول إلى 1000 حقيبة.

ذهب باسل إلى غرفته وأحضر مجلته المفضلة الجديدة التي لم يتمتع بها بعد، قال: "خذي هاي أعطيها للأطفال فيها أشياء مسلية كثير".  ما فعله باسل أضاف بُعداً إنسانياً وطفولياً على الفكرة، ، فمَن مِن الأطفال لا يحب الحصول على هدايا خاصة يتلقّاها من صديق، أو من شخص يحاول أن يكون صديقاً؟!.. لماذا لا ندعوا أطفال الناصرة و"كلّ بَواسلها" للمشاركة في هذه الحملة، و"زيادة الخير خيرين" نحن نحضر الحقيبة ثم نزيد عليها الهدية والرسالة أو الرسمة التي يقدمها الطفل الفلسطيني هنا إلى الطفل الفلسطيني هناك.

 
وهكذا يكون التواصل بين الطفل المرسل/ة والطفل المتلقي/ة، يعبِّر المرسل عن أمانيه، يتضامن، يشارك، ويتواصل.  وتصبح حملة دعم من نوع آخر "من طفل إلى طفل".  وهكذا وبالتعاون مع مؤسسات مختلفة في المدينة انطلقت الفكرة


من …… إلى

رسائل بين "شطري البرتقالة"


 

 

خلال حملة "لن يركع منا حتى طفل يرضع" طلبنا من الأطفال إحضار هدية ورسالة نرفقها باسمه إلى الطفل الفلسطيني في المخيمات، وقد رغبنا في الحصول على 1250 رسالة، لكن ولضيق الوقت وانشغال الجميع بالأعياد لم نستطع الحصول على هذا الكم من الرسائل.

وضعنا في كل حقيبة رسالة منّا وهدية، (أنظر الملحق).

 

أما الرسائل التي وصلتنا، فقد وزّعناها على الحقائب وحاولنا تصوير غالبيتها قبل وضعها في الحقيبة، وذلك لنحاول الخوض في ما يقلق بال أطفالنا هنا... لم نستطع تصوير جميع الرسائل بعضها كان مغلقاً بإحكام ومع هذا فقد استطعنا تصوير 115 رسالة من بين رسائل أطفال الناصرة.

رسائل أطفال هردوف ومدرسة الجليل تمّ وضعها في حقائب قبل تصويرها، لذلك فإن الاستعراض الآتي ذكره لا يشملها.

اشترك في الحملة أطفال تراوحت أعمارهم بين 3 إلى 13 سنة، أما الرسائل فكانت من أطفال في سن الـ 5 إلى 13 سنة،  أما الأصغر سناً فقد أرسلوا رسمة مع هدية.

 

وقد تراوحت نسبة الرسائل التي وردت دون ذكر العمر والصف، حوالي 61%، لكننا على يقين بأن غالبية الأطفال أصحاب هذه الرسائل لم تتجاوز أعمارهم الـ 13 سنة أي في الصف السابع الابتدائي، إذ أن الدعوة اقتصرت على المدارس الابتدائية.

أما الأطفال الذين ذَكَروا أعمارهم وصفوفهم فكان توزيعهم كالتالي:

 

 

 

 

 

العمر

الصف

العدد

5

الروضة

2

6

البستان

1

7

الأول

2

8

الثاني

4

9

الثالث

2

10

الرابع

6

11

الخامس

13

12

السادس

13

13

السابع

1

                                                           المجموع          44

 

كانت الرسائل من أطفال مدرسة الحرش الناصرة، مدرسة الشرق، روضة الشموع، مكتبة أبو سلمى، الفاخورة، راهبات المخلص، المدرسة الإكليريكية، مار يوسف، نادي الحرش البلدي، ولم يسجّل غالبية الطلاب اسم المدرسة التي يتعلمون فيها.

نحن لا نعتقد أن هذه الرسائل التي سنعرضها، هنا تمثِّل كلّ أطفال الناصرة وأفكارهم بل إنها توضِّح عما يجول في خاطر بعضهم.

كان من الواضح لنا أن هناك رسائل لم يكتبها الصغار بل نصَّها كبار، وفي بعض الأحيان كتبها كبار لكن عددها قليل، لذلك شملناها في تحليلنا واستعراضنا بشكل عام، فنحن لا نقدّم هنا بحثاً علمياً بل استعراضاً نستطيع التعلّم منه وقد يساعد بعض المربين والأهل في التعامل مستقبلاً في أهم المواضيع التي وباعتقادنا كانت مهملة لسنوات طويلة، موضوع:  هويتنا هوية أطفالنا..

لقد طلبنا في رسالتنا من الأطفال كتابة رسالة أو رسم لوحة لأحد الأطفال وإحضارها إلينا مع هدية بسيطة، وقد توجَّه الأطفال برسائلهم بأشكال مختلفة ومتنوعة، فخاطبوا الأطفال في بداية الرسالة وداخلها بما يلي:

التخاطب

العدد

حبايـبي، أحبائي، أصحاب، أعزائي، صديقي، صديقتي، الأعزاء، العزيزة، اخوتي، أخواتي، أخي.

58

أهلي، أهلنا، شعبي، شعبنا، وطننا، وطني.

27

أهل، شعبك الحبيب، الطفل، أولاد ونساء ورجال، الطفل الفلسطيني.

13

في الضفة والقطاع  25

غزة والقطاع   2

الضفة    11

38

في فلسطين

43

طفلي الصغير، أطفالنا، أبناءنا، يا صغار المستقبل، النغنوش، الحبوب، المحبوب، الأمور، الشطور.

12

أخي في الإسلام

1

الطفل العربي

1

طفل لا أعرفه

2

الصامد، مناضل فلسطيني، يا أبطال لا يهزمون، أطفال الحجارة.

6

إن لغة التخاطب جاءت حميمية جداً فغالبية الرسائل لغتها مباشرة ودافئة كما يظهر في المجموعة الأولى والثانية (85) وتعبِّر عن الإدراك بأن الأطفال هنا هم استمرار للأطفال هناك.

المجموعة الثالثة وهي قليلة جداً (13) تظهر بعض البعد فهو شعبك الحبيب وليس شعبنا .. وكذلك طفل لا أعرفه.. في المجموعة التاسعة.

كما وجاء التخصيص في الضفة والقطاع تعبير عن الوعي بظروفهم وواقعهم المختلف، فهم هناك في الضفة والقطاع ونحن هنا (38) أما 43 منهم فقد خصص مكان تواجدهم بفلسطين فهل هذا تعبير عن قصد، دولتين، إسرائيل هنا وفلسطين هناك، أم أنه تعبير عن وحدة الحال في فلسطين التاريخية سؤال لا يمكننا الإجابة عليه، ونحتاج العودة للأطفال أنفسهم للتوضيح:

أما المجموعة السادسة حسب رأينا جاءت لتعكس كون كاتبيها من الكبار، فالطفل لا يخاطب الطفل الآخر بـ يا طفلي الصغير، أو أطفالنا، أبناءنا ولا بالنغنوش المحبوب، المحبوب.. وهي مجموعة صغيرة أيضاً.

أما أخي في الإسلام والطفل العربي فهي أسماء قليلة جداً (2) وهي تعبِّر عن وضوح الانتماء الفلسطيني الذي يشمل باقي التعاريف.

والمجموعة العاشرة جاءت لتعبر عن نظرة الكبار للأطفال فهم صامدون، مناضلون، ولا يهزمون وأطفال الحجارة.. مرة أخرى يعبّر الأطفال هنا عن تقييمهم لما يقوم به الأطفال هناك.

إن تفضيل الانتماء القومي على الانتماءات الأخرى يظهر واضحاً هنا ويعبِّر عما نسمعه في مجموعات نعمل معها مثل الشعور بأننا موحدون، هذا الشعور الذي فرضته الأحداث.

ولأن هذا الشعور متغيّر وبإمكانه أن يتلاشى، فإننا يجب أن ندعِّمه من أجل انتمائنا وهويتنا ونحن نعتقد أن هذا الزمان هو الأفضل لتدعيم الانتماء لهويتنا الجامعة ألا وهي الهوية الفلسطينية.

وهذا يظهر أيضاً في التّهنئة التي يقدّمها الأطفال:  فالشعب الفلسطيني يحوي طوائف مختلفة (مسلمة، مسيحية ودرزية) وقد اجتمعت الأعياد هذه السنة فجاء الميلاد والفطر ورأس السنة سوية، ومع هذا إن معايدة الأطفال اقتصرت على عيد من الأعياد تخصّ فئة معينة دون الالتفات إلى الأعياد الأخرى مثل عيد الفطر أو عيد الميلاد فقط، أو أنهم عايدوا الأمة الإسلامية.  وهذه المجموعة عددها قليل:

عيد الفطر

4

صوماً مقبولاً

1

عيد الميلاد

1

شهر رمضان

8

                    14

وتقوم مجموعة أخرى بالمعايدة الخاصة والشاملة فتتضمن:

عيد الفطر وعيد الميلاد

3

الأعياد وعيد الفطر

5

شهر رمضان والأعياد

2

                                10

غالبية الأطفال شملوا الأعياد سوية وحتى عندما تخصِّص فإنها ترتبط في الأعياد كقول أحدهم "بمناسبة عيد الميلاد لدى اخوتنا المسيحيون وعيد الفطر لدى الطائفة الإسلامية" والغالبية يهنئون.

عيد سعيد على جميع الناس

2

عيد سعيد

36

كل عام وأنتم بخير

49

الأعياد المجيدة

11

قدوم سنة جديدة

5

المجموع                             103

 

غير أن العيد "بأي حال عدت يا عيد" لذلك فقد كانت الأمنيات ممزوجة بالحزن:

 لن نفرح بالعيد من أجلكم

4

العيد القادم أجمل من هذا العيد 

1

نريد أن تعيِّدوا معنا وتفرحوا بالعيد

3

سيكون العيد حزين

3

حرمتم من العيد

1

يمر العيد بسلام

4

تشجّعوا

3

المجموع                                       19

واختار البعض أن يزينوا العيد بأمنيات:  "تعيّدوا أجمل عيد في حضن الفلسطين العربية" " تعيّدوا والدولة الفلسطينية قائمة وعاصمتها القدس" وهذه الشعارات تعبِّر عن أمنيات الكبار ينقلها الصغار أو أن الكبار ساعدوا الصغار في تسطيرها، أما الأماني الطفولية فظهرت بشكل مختلف "عندما يبدأ العيد تشوفوا الهدايا والأسلال والشوكولاته تشوفوا الرسائل وملابس العيد".

بالإضافة إلى أمنيات طفولية أخرى:

J أن تبتسم بالعيد                             

2

J مسرورين وفرحين               

24

J حياة سعيدة وجميلة ورائعة وسعادة 

32

J صحة وعافية وهداة بال

6

J تحيات وأشواق                  

9

J آمنين مطمئنين بخير وسلام

4

J الله يقف معكم ويحميكم وينصركم 

8

 

ونقرأ كيف يطلب الكبار من الصغار:      

J أن ينسوا حياتهم رغم القهر والألم والحزن

2

J ودعنا ننساه                               

2

J وتعدهم بالمستقبل

2

 

بينما يطلب الصغار:                                   

J لا تحزنوا/تحزن                   

17

J لا تخاف / تخافوا         

37

 

وجاءت هذه الأمنيات الطفولية معبرة عن حزن الأطفال ومخاوفهم، وكما هو معروف بأن الإنسان ينسخ مشاعره على الآخر، وهذا ما حصل..  وقد كانت هذه المشاعر واضحة بشكل واضح، ففي بعض الرسائل يكرر الطفل الطلب "لا تخاف يا أخي، لا تخاف، أو لا تخافوا لا تخافوا لا تخافوا" وإذا تابعنا قراءة أمنياتهم فإننا نعلم مصدر هذا الخوف والحزن، فهم:

 

يتمنون للمرسَل إليه:

النجاة من الرصاص القاتل                   

3      

وإن مت سأبكي كثيراً

1

وأنا لا أحب أن تبكي                       

1

لا أريد لأقربائي أن يبكوا          

1

لا نحب أن تتعرضوا للخطر

3

أريد أن أعطيكم هدية تسعدكم، تفرحكم وتخفف من أحزانكم تزرع البسمة.         

23

 

ويعدون بأنهم سيحافظون عليهم ولا ندعكم تقتلون في الرصاص الحي (5) ونريد أن نساعدكم وندافع عنكم (10)، كما وأن وصفهم لمشاعرهم ولواقع الأطفال كما يدركونه يشرح هذه المشاعر من خوف وحزن.

29 منهم يصفون حياة الفلسطينيين في الضفة والقطاع بأنهم يعيشون انتفاضتهم العظيمة ضد الاحتلال الإسرائيلي، وسط الحرب والدمار، في خطر، محاصرين بالجيش الإسرائيلي، القتل، القصف واللطخ، نقرأ أنكم بحالة موت، في حالة سيئة، مآسي، الأحداث العصيبة والنتيجة 92 منهم يعلنون:-

"نشعر بشعورك، أشعر بشعورك، ونحن معك/معكم، أنا معك/معكم، قلوبنا/ عيوننا/ جميع الناس/ معك، معكم/ نفكر فيكم/ فيك ونشعر معك ونتضامن معك.

نحبكم

23

نسمع أخباركم 
4

 

 

 

كما وأنهم يقرأون الواقع جيداً فهم على علم بأنهم:

* صامدون بصبر وجلد أمام قوات الاحتلال الإسرائيلي

16

* تقفون أمام الدبابات

1

 

وأمام هذا الواقع الواضح فأمنياتهم وتطلعاتهم السياسية واضحة كوضوح الشمس، فهم يتمنون "أن انتفاضتكم العظيمة ضد الاحتلال الإسرائيلي (2) تحقق لأمنيات السياسة" هذه:

 

يزول الاحتلال الإسرائيلي/ يحلّوا عنكم يذهب الجيش الإسرائيلي/ تهزمون المحتلين/تأخذوا أراضيكم المحتلة.

 

6

ترجعوا لحالتكم الطبيعية                               

3

تنتهي الحرب/ يرفع الحصار/ يفك سجنكم             

7

تربحوا فلسطين/ تحرير فلسطين الحبيبة/ ويصبح لديكم وطن وتنالوا حريتكم/ النصر والتحرير/ ترجع بلدك               

14

تتصالحوا الفلسطينيون والإسرائيليون/ السلام العادل/سلام، سلام وأمان شمس السلام مشرقة.     

43

"تعيشوا بصحة من أيدي الصهاينة"         

1

الخير والمحبة والبركة                                      

8

ويعدون بأن فلسطين في قلوبنا وعاشت فلسطين                 

2

 

أما القدس والأقصى وخاصة أن هذه الأحداث بدأت كانتفاضة القدس والأقصى فإن الأمنيات والمواقف تعبّر عن:

لن نتخلى عن القدس/ القدس سترجع لنا

10

وكذلك الأقصى لنا/لكم

11

وستظهر الحقيقة

2

ومدينة القدس مقدسة

1

 

وهناك من أكد أنّ الناصرة حزينة وكل القرى العربية أيضاً، على كل ما يجري وخاصة الشهداء ومع الأماني بالشفاء للمصابين.

 

الجنود الإسرائيليون

لقد عبرت الرسائل عن رؤية سياسية، فالأطفال يتحدثون عن الاحتلال واصبع الاتهام يشير للجنود الذين لا يميلون ولا يشفقون على الأطفال، فالجندي يضرب ويعتدي ويقصف ويقتل، لذلك فهم يخافون عليهم من الجنود الإسرائيليين.

طفل واحد فقط يذكر أن تصرّف اليهود لم يكن لائقاً وجيداً،  واثنان فقط يقفان موقفاً ضد "الصهاينة الشريرين والذين بدون رحمة".

وواحد فقط يعبّر عن "كرهه لهم".

 

تلخيص واستنتاجات

يوضّح استعراض الرسائل هذا بأن أطفالنا ما زالوا مهتمين ومنشغلين بالأحداث الدائرة مع أبناء شعبنا في المناطق الفلسطينية المحتلة، وهذا الاهتمام ينعكس عن طريق الرسائل، ويعبر عنه الأطفال من خلال مشاعرهم وتصريحاتهم نحن معك/معكم.

منذ سنوات يواجه بعض المربين والمربيات اشكالية في البرامج التربوية الموجهة من قبل وزارة المعارف الخالية من التعامل مع تاريخنا وتاريخ شعبنا والعاملة على خلق طفل فلسطيني منقطع عن الجذور وقد رأينا في السنوات الأخيرة بعض المبادرات لتغيير هذا النمط خاصة مشروع الهوية التي بادرت إليه لجنة متابعة التعليم العربي في البلاد.

واليوم وبعد قراءة الرسائل والعمل مع مجموعات من الأهالي نرى أهمية قصوى في تطوير مشاريع تبنى على موضوع مشاعر الانتماء التي عكستها الرسائل بشكل واضح لكي تدعمها بمعرفة ووعي سياسي إذ أن الفرصة متاحة الآن، فغالبية الأطفال مهتمين بالأمر، والاهتمام هو دافعية أساسية للتعلم إذ أن مشاركة الأطفال بدراسة التاريخ، والتعرف عليه وعلى رموزه بالإضافة إلى الاهتمام بجذورنا هي من الأمور التي من المهم أن تدرج في سلم أولوياتنا كمؤسسات وأحزاب وكلّ مركبات المجتمع.


الجهات المشاركة في الحملة

 

لقد تبنّت اللجنة الشعبية لدعم الأهل في المناطق المحتلة الفكرة وتعاونت مع مؤسسات أخرى على إنجاحها، وتوجّهنا من مركز الطفولة إلى عدة مؤسسات في المدينة وخارجها للمشاركة في الحملة، ووجهنا نداءً إلى جميع المؤسسات للقيام بحملات مشابهة في القرى والمدن لنستطيع الوصول إلى أكبر عدد ممكن من الأطفال.

نعلم أن دار الطفل العربي في عرعرة تجاوبت مع الفكرة وتبرّعت مربيات الروضات هناك بمخصصات العيد للأطفال، وتم جمع مبلغ جيد من المال لإقامة حملة مشابهة.. هذا وليس لدينا أي علم عن مؤسسة أخرى بادرت بحملات مشابهة.  لكن عند توجهنا لجمعية أصدقاء الأطفال العرب في حيفا (التي تصدر مجلة الحياة للأطفال) لنحصل على 1000 نسخة من المجلة قال لنا المحرر المسؤول أنهم أرسلوا ويرسلون المجلة بشكل دائم لأطفال المخيمات

تجاوب مع الحملة عدد من المؤسسات بالإضافة إلى أفراد قدموا التبرع العيني من دفاتر، أقلام، محايات، ألوان، شوكولاطة وحلويات وهناك من اشترك بالتبرعات المالية:  اللجنة الشعبية لدعم الأهل، المركز الثقافي البلدي، شبكة المراكز الجماهيرية-البلدية، وذلك عن طريق تنظيم برنامج فني ملتزم دعيت إليه المدارس الابتدائية في الناصرة وأطفال المدينة الذين أحضروا الهدايا والرسائل. 

قدّمت مؤسسة توفيق زياد هدية عبارة عن قصيدتين للراحل توفيق زياد "المغنى" و"أناديكم"، مطبوعتين على كرتون.

وقام مركز الطفولة بتنظيم الحملة والحقائب، فعمل الطاقم على مدار أسبوعين بشكل مكثف لتحضير الحقائب، واخترنا مقطع من قصيدة الشاعر توفيق زياد "لن يركع منا حتى طفل يرضع" كتبت على رسمة لحمامة السلام (أنظر الرسمة في الملحق) لنقول نعم للسلام أو كما كتب أمين وهبة (7-10 سنوات) "وأن يكون سلام فليكن سلام الأقوياء لا سلام الضعفاء".

وقد قمنا بالإعلان عن هذه الفكرة بواسطة رسائل أرسلت إلى الأصدقاء بواسطة البريد الإلكتروني تحت عنوان" عندما يصبح الموت عادياً ويومياً فكل الحملات تصبح اضطرارية".


أهداف هذه الحملة:
وأصبحت هذه الفكرة محفّزاً للعمل لكل من سمع وقرأ عنها، مثلَ أمّ يتعلم أطفالها في مدرسة كيبوتس هردوف قامت بتنظيم مشاركة الأطفال هناك في الحملة.  بالإضافة إلى أطفال من المدرسة اليهودية العربية، مدرسة الجليل.  هذا وقد أحضر بعض الأشخاص هدايا إلى المركز مباشرة.

يشارك العديد في حملات إغاثة لتقديم المأكولات والملبوسات للمحاصرين في الضفة والقطاع، وعلى الرغم من الحاجة الماسة في بعض المناطق لمثل هذه الحملات نجد أن هناك من يشكِّك في مصداقيتها، وهذا التشكيك ينبع أحياناً من تساؤل حول تأثير مثل هذه الحملات لا مجال للخوض هنا في نقاش هذا الموضوع على الرغم من أنه مهم جداً..

من المهم التفكير بطرق إبداعية لدعم الأهل هنالك، حتى لا يصبح الدعم طريقة لأداء الواجب/ قدَّمنا ما علينا.  من المهم التفكير بأهداف مثل هذه الحملات وخاصة التساؤل عن الهدف السياسي والنتائج السياسية لمثل هذه الحملات ونحن قد أردناها حملة من نوع آخر تهدف إلى:

b تعزيز التواصل بين أطفالنا هنا وهناك.

b دعم أطفالنا هنا في القيام بأعمال إيجابية تعبّر عن مشاعرهم من جهة وتشعرهم بالمساهمة الفعّالة في  

   دعم الأطفال هناك.

b دعم أطفالنا هناك للتعبير عن أنفسهم ولكي يدركوا بأنهم ليسوا وحيدين.

b فتح فسحة أمل هنا وهناك.

b تشجيع روح التعاضد الأخوي بين "شطري البرتقالة".

b معايدة ورسم البسمة على الشفاه هنا وهناك.

كم كانت فرحتنا ونحن نستقبلهم أفراداً ومجموعات يحضرون الهدايا والرسائل، ورحبت بهم:  عضوات المؤسسة وعضوات طاقم مركز الطفولة بالإضافة إلى الفنان سعيد سلامة، الفنان روني روك، نشطاء شبكة المراكز الجماهيرية، ورئيس البلدية السيد رامز جرايسي الذي انضم إلينا مع عائلته..

وبتاريخ 23/12/2000 قام وفد من المركز بمشاركة لجنة الإغاثة الشعبية بتقديم الحقائب وزّعت كالتالي:

c 150 حقيبة لمركز المرأة للإرشاد القانوني الاجتماعي ولمشروعه في مخيم الدهيشة وعايدة.

c 150 حقيبة لمركز الإرشاد الفلسطيني العامل مع أطفال مخيم الصمود.

c 100 حقيبة لمركز الإرشاد الفلسطيني ومؤسسة شريكة عاملة في داخل الأسوار في القدس.

c 130 حقيبة لبيت الطفل في بيت جالا العامل مع الأطفال في مناطق القصف.

c 450 حقيبة لمشروع التدخل الميداني في جامعة بيت لحم العامل مع المناطق الريفية النائية في

            منطقة الخليل وبيت لحم.

c 220 حقيبة لمخيم الفوار. (أرسلت عبر شبكة المراكز الجماهيرية).

   1200 حقيبة.

وقد استطعنا إيصال الحقائب قبل حلول العيد على أن تقدِّم للأطفال من خلال فعاليات تقوم بها المؤسسات خلال وبعد أيام العيد.. من المهم أن يعلم الأطفال أنها من أطفال الناصرة والمنطقة تُقدَّم لكل واحد منهم بشكل شخصي.  وعلى الرغم من محاولة الجيش لمنعنا من الوصول إلى الهدف أي إدخال الحقائب والهدايا غير أننا تخطّينا الحواجز عن طريق طرق إلتفافية ووصلنا إلى محطاتنا وأهدافنا.

ونرغب من خلال هذا التقرير بتقديم الشكر لكل من شارك وساهم، تبرع وعمل على إنجاح الفعالية.

وفيما يلي تفصيلاً، يأتي من منطلق الحرص على شفافية العمل الشعبي لتشجيع كل من يرغب في القيام بمثل هذه الحملات أو حملات إبداعية أخرى.

شاركت المؤسسات والأفراد الآتي ذكرهم بالتبرعات:

جمعت لجنة الإغاثة الشعبية التبرعات التالية:

 

تبرعات عينية

تبرعات مادية

240 علبة توش تبرع من إبراهيم عبد الخالق

1000 دفتر عربي تبرع من أحمد جبارين

1000 دفتر رسم تبرع من أحمد جبارين

1000 قلم رصاص من صائل فاهوم

1000 ممحاة من صائل فاهوم

1000 علبة ألوان خشبية من أحمد جبارين

1000 قلم حبر من إبراهيم عبد الخالق.

2000 ملصق طبع عليه شعار الحملة تبرع من مطبعة الجليل

1000 رسالة إلى الطفل هناك من مطبعة الجليل

سائق الشاحنة الذي تبرع بتوصيل الحقائب من الناصرة إلى بيت لحم والقدس. 

1000 شاقل تبرع من أحمد جبارين

مؤسسة توفيق زياد تبرعت بـ:

 

1000 نسخة من قصائد "المغنى" و"أناديكم".

 

المركز الثقافي البلدي/شبكة المراكز الجماهيرية ساهم:

 

·   بتنظيم البرنامج الفني بمشاركة الفنان روني روك متبرع بوقته وبآلياته، والفنان سعيد سلامة.

·       القاعة الرياضية.

·       70 حقيبة من البوليجال.

·       طباعة منشور الدعوة وتوزيعه على المدارس.

·       إرسال الرسالة والبيان إلى الصحف.

·       تصوير الفعالية.

 

مركز الطفولة وأصدقاؤه:

تبرعات عينية

·       تحضير الحقائب.

·   توزيع بيان حول الحملة على المؤسسات المختلفة في البلاد.

·       رسالة إلى الطفل هنا (ملحق).

·       رسالة مرفقة إلى الطفل هناك (ملحق).

·       شراء قرطاسية لـ 200 حقيبة إضافية.

·   شراء الحقائب 1200 حقيبة من البوليجال. (2340 شاقل).

·       1000 مبراة من مجموعة أصدقاء من حيفا.

·       هدايا من الأطفال.

·       هدايا من أطفال هردوف/مدرسة الجليل.

·       هدايا وصلت مباشرة للمركز.

·       شوكولاطة من شبلي نصيري والسعدي.

·   100 شاقل من حنين وهلا مرشود.

·       200 شاقل من توركان.

·       400 شاقل من ايفون منسينج.

·       50 شاقل.

·       100 شاقل من هيثم فرح.

·       200 شاقل من جورج قص.

·       240 شاقل من إميلي ميكي.

·       500 شاقل من إيمان لحام.

·       72   شاقل من متبرعة

    1862 شاقل

 

·       حقائب                  2340

·       دفاتر، أقلام (حسام)  700

3140

تبرعات عينية               2862

الباقي                       278 دفعها مركز الطفولة

 

وقد تلقينا مؤخراً مجموعة من الرسومات من أطفال روضة بهران في عيلوط- قضاء الناصرة، وعلى الرغم من أنها وصلت بعد أن أرسلنا الحقائب والرسائل غير أننا سنقوم بتقديمها للأطفال باسمهم في رسالة مستعجلة.  كما وتبرعت إحدى الفتيات من الروضة بمبلغ 50 شاقل.


بيان للصحف

"لن يركع منّا حتى طفل يرضع"

 

 

عندما يصبح الموت واقعاً يومياً و"عادياً" تصبح جميع الحملات اضطرارية.  حملتنا تأتي لرسم البسمة على شفاه أطفالنا في المناطق المحتلة، ولتعزز التواصل بين أطفالنا هنا وأطفالنا هناك.

تنطلق اليوم حملة نصراوية نادت إليها عدة مؤسسات في المدينة لمشاركة أطفال الناصرة بإرسال معايدة للأطفال في المخيمات الفلسطينية.

وقد تم توجيه دعوة إلى جميع الأطفال في المشاركة بهذه الحملة عن طريق رسائل أو رسومات يرسلونها مع هدية بسيطة إلى إخوتهم وأخواتهم سنضيفها إلى حقائب تحضَّر خصيصاً لكل طفل.

كما وندعو بهذا جميع المؤسسات في البلاد، جميع الأطفال للمشاركة في هذه الحملة.  أو القيام بحملات مشابهة كي نستطيع الوصول إلى أكبر عدد من الأطفال.

ونلفت انتباهكم بأننا على استعداد لتقديم الاستشارة لكل من يرغب في القيام بمثل هذه الحملة أو مشاركتنا في حملتنا هذه بتقديم الدعم المادي أو المعنوي.

 

   للمزيد من المعلومات يمكنكم التوجه إلى:

-         مركز الطفولة: 6566386-06/6453943-06

-        شبكة المراكز الجماهيرية- المركز الثقافي.

-        مؤسسة توفيق زيّاد.

-       

 
 


اللجنة الشعبية لدعم الأهل.

 

 


لن يركع منا حتى طفل يرضع

أطفالنا الأعزاء

حضرات الأمهات والآباء،

 

   تقترب الأعياد وما زال أبناء شعبنا في المناطق المحتلة يعانون من العنف، القصف والقتل والحصار والتجويع المستمر، إننا على يقين أن غالبيتكم، أطفالاً وأهالي ترغبون في القيام بعمل لدعم إخوتنا وأخواتنا، ونحن ندعوكم لمشاركتنا في الحملة المتواضعة التي تسعى إلى إيصال هدية العيد على الأقل لـ 1000 طفل في المخيمات..

نحن سنحضر حقائب مزودة بأوراق، دفاتر، أقلام وألوان كي نرسلها لهؤلاء الأطفال.  أنتم مدعوون لكتابة رسالة أو رسم لوحة لأحد الأطفال، وإحضارها إلينا مع هدية بسيطة لنضيفها إلى الحقيبة ونرسلها باسمك إلى المخيمات الفلسطينية.

إنضموا إلينا أنتم وأطفالكم يوم الأربعاء الموافق 20/12/2000

الساعة الثانية ولغاية الساعة الرابعة

في مركز هبايس الجماهيري-الناصرة

(القاعة الرياضية)

-         أحضروا معكم الرسالة + الهدية.

-         أكتبوا الاسم والعنوان على الرسالة، وتعالوا لمشاركتنا، سيشترك في اللقاء نخبة من الفنانين والفنانات المحبوبين لديكم.

يا أطفال انضموا إلينا شعبنا غالي علينا*

- مركز الطفولة           - بلدية الناصرة (شبكة المراكز الجماهيرية-المركز الثقافي البلدي)

- مؤسسة توفيق زيّاد      - اللجنة النصراوية لدعم الأهل في الضفة قطاع غزة.


 

 

أحبّاءنا الأطفال

 

من القلب إلى القلب، تحية نصراوية نرسلها إليكم

ونحن على ثقة أننا سنحتفل السنة القادمة

بميلاد الدولة الفلسطينية المستقلة

نحن وأنتم والقدس والبسمة على ميعاد

 

                                                                                                       

                                                  مركز الطفولة

                                                                                                 

                                               مؤسسة حضانات الناصرة

                                                                                                                         

                                                               6566386-04