مرحلة الطّفولة المبكرة تمتد من الولادة الى ثمان سنوات وتعتبر الثّلاث سنوات الأولى من حياة الطّفل/ة، من أكثر السّنوات الحسّاسة في مسار النّموّ والتّطوّر. ويجمع علماء التّربية وعلم النّفس على أهمّيّة مرحلة الطّفولة المبكرة في بلورة شخصيّة الفرد. فقد أظهرت الأبحاث أنّ التّجارب الحياتيّة في الطّفولة المبكرة تبلور وتؤثّر على تطوّر المخّ، وذلك بسبب ليونة التّوصيلات العصبيّة. وعليه فإنّ الإنكشاف على مثيرات في بيئة الطّفل تؤثّر على نموّه الذّهنيّ والعاطفيّ.   معايشة الطّفل لمثيرات ملائمة متعدّدة مع راعين/ات مهتمّات محبّات، في بيئة غنيّة لغويًّا وإمكانيّات متعدّدة للّعب الممتع الّذي يوفّر تجارب حركيّة ممتعة وتحدّيات ذهنيّة ملائمة للطّفل تسهم في تطوّره.

تنمية ورعاية الطّفولة المبكرة تُعنَى ليس فقط في التّربية أو أطر التّربية الرّسميّة وغير الرّسميّة، بلّ تتعدّاها لتشمل جميع المجالات والحقول المرتبطة بنموّ الطّفل/ة وتطوّره/ا والمؤثّرة به/ا كَـ: رعاية الأمّ الحامل ومتابعة نموّ وتطوّر الجنين، الرّعاية الصّحّيّة الأوّليّة والوقائيّة، ثقافة الطّفل، الإعلام الموجّه للأطفال، تعلّم الأطفال،..

يلقى موضوع تنمية ورعاية الطّفولة المبكرة[1] اهتمامًا كبيرًا في العالم، إذ أظهرت الأبحاث الفائدة الكبيرة الكامنة في الإستثمار في تنمية ورعاية الطّفولة المبكرة للمجتمع بشكل عامّ.  ونشهد في السّنوات الأخيرة تطوّرًا ملموسًا في مجال الطّفولة المبكرة، إذ يزداد الإهتمام بالطّفل/ة والطّفولة بشكل عامّ، ويزداد الوعي لأهمّيّة السّنوات الأولى من عمر الطّفل والطّفلة.  لكن وعلى الرّغم من هذا التّحسّن الملموس، لا زال أطفالنا يعانون من تمييز صارخ في الخدمات والإمكانيّات المقدّمة لهم ولهنّ..  وما زالت المربّيات بحاجة ماسّة إلى برامج عمل وبرامج داعمة  باللغة العربيّة، وما زال الأهالي يواجهون تحدّيات جمّة.



[1] الطّفولة المبكرة هي الفترة العمريّة الممتدّة ما بين الولادة إلى ستّ أو ثماني سنوات حسب التّعريفات المختلفة.