خلال التدريب في دورة المربيات كان احد مساقات التدريب تدعيم الابداع لدى المربية. ولاننا عملنا في ظل ظروف اقتصادية صعبة كنا نقابل العديد ممن يفترضون خطاء اننا لا يمكننا تطوير اي شيء فالموارد المادية شحيحة ولا يمكن العمل مع الاطفال دون موارد مالية.

فرضية اخرى واجهناها في حينه أن الاطفال بحاجة الى العاب وعلى هذه الالعاب ان تشترى باموال طائلة, كما وساد الاعتقاد أن هنالك العاب تربوية مهمة واخرى ترفيهية وما الى ذلك من تصنيف.

نحن اعتقدنا ان اي مادة او غرض تقع بيد الطفل هي لعبة بالنسبة له واهم شيء ان نحافظ الا تكون هذه المادة او اللعبة خطرة (بها مواد سامة أو ممكن أن تؤذي الطفل).  كما ونعتقد ان للطفل قدرات كامنة وحياة داخلية غنية من المهم ان نوفر له الشروط لتنميتها وأغنائها وان دورنا بلاضافة الى وقايته من الاخطار دعمه وتعزيز نشاطه واكتشافاته.

كما وكان وما زال من المهم لنا اعادة الثقة بقدراتنا كاهل ومربيات واستخدام البيئة القريبة والقدرات المتوفرة لتطوير أفكار ابداعية للعمل مع الاطفال.

دراسة لسوق الالعاب في حينه ايضا اظهرت ان السوق خالي من العاب وكتب تعكس ثقافتنا او تشملها وتحترمها مما قد يزيد من غربة اطفالنا.

جميع هذه الاسباب مجتمعة دفعتنا في سنة 1992 تطوير الفكرة من مساق داخل دورة المربيات الى ورشة العاب خلاقة تتمحور حول تطوير التالي:

·        نماذج من العاب مصنوعة من الخرداوات لمراحل النمو المختلفة شملت الورشة العمل مع المتدربات على استعمال الخردوات في صناعة الالعاب المختلفة للاطفال, وهذا الامر مهم جداً خاصة وان غالبية الروضات والحضانات الفاعلة في مجتمعنا هي حضانات خاصة وينقصها الدعم الحكومي، كما وأن %62 من العائلات العربية ما تزال تعيش تحت خط الفقر ناهيك عن أن استعمال البيئة الطبيعية والخردوات هو أمر اساسي لتقديم تجارب متنوعة للطفل.

·        نماذج من العاب وأنشطة تخص أعيادنا كعيد رمضان, الميلاد الأضحى والفصح.

·        تطوير هذه الافكار توثيقها عرضها من خلال ورشات عمل مع المربيات ومعارض مرافقة خاصة في مواضيع الاعياد،

·        تسويق الافكار من خلال ورشات للاطفال والاهل في المركز، نوادي الاحياء

·        افكار ومواد لتجسيد القصة واستخدامها مع الاطفال.

·        دمى لمسرح الدمى وأنواع مختلفة من الدمى بما في ذلك دمى يد دمى أصبع, دمى عصي, مسرح خيال الظل...

·        أفكار للعمل مع الاطفال حول الالوان الخطوط الماء

وفي سنة 93 عملنا ورشات العاب لرمضان، الفصح عيد الميلاد للأطفال والأهل والمربيات داخل المركز وخارجه (في المركز الثقافي البلدي) كذلك سنة 95 ورشات للمربيات عن رمضان، وورشات للعاملين مع الشباب، وثلاث فعاليات في نوادي الأحياء بمناسبة عيد الميلاد ورمضان.

في ال 96 عملنا تجسيد لقصة تغريد عارف النجار بمناسبة زيارة تغريد للمركز وعملنا معرض حول القصة.

وقد عملت الورشة لسنوات عديدة وقامت خلالها بورشات للمربيات من الناصرة وقرى الشمال المثلث والجنوب لتحضير العاب من الخردوات (مكعبات, كتب, طابات, حيوانات, خراخيش, حبال سرير, أسوارة يد, موبيل..), تطوير العاب لدعم التطور الحسي-الحركي, العاب طاولة (بازل, تطابق, ذاكرة...) ورشات لتجسيد القصة وأقتراح فعاليات والعاب من وحي القصة, ورشة لمسرح دمى (صناعة مسرح الدمى, عمل دمى متنوعة دمى يد, أصبع, دمى ورقية, كلسات كدمى, دمى عصي...) العاب وفعاليات خاصة بلاعياد.

توسعت هذه الورشات لتشمل الاهل والاطفال, المنشطين في النوادي والعاملين مع الاطفال في الاجيال المختلفة.

قامت الورشة ايضا في معارض لمنتجاتها في المواسم المختلفة، جزء من هذه الافكار وجد طريقه الى كتاب "ألألعاب والنمو" وجزء ما زال ينتظر للنشر والتعميم.

وقد عملنا على مشاريع مرتبطة بالماء, الرسم, وقصة كعك, عيد الميلاد, رمضان, وجميع هذه المواد موثقة وموضوعة اليوم في مكتبة المركز لاستخدام الجمهور, اذ توقفت الورشة عن العمل كورشة ممنهجة في سنة 1996 ولكن الفعاليات والورشات ما زالت مستمرة ولكنها اصبحت موسومية نقوم بها مع امهات واباء اطفال حضانتنا, أو مع الجمهور الواسع خلال مهرجانات الطفولة التي استمرت حتى سنة 2015 كتقليد سنوي في الاول من حزيران في كل سنة او نخرج الى القرى المختلفة للقيام بها.

بعد 96 اصبح هنالك ورشات مع مجموعات مختلفة حسب طلب الحقل والمشاريع التي طورت في المركز. وتبعها دورات عديدة ولقاءات في الحضانات وقد رأينا بالتدريب المستمر أهمية قصوى للحفاظ على الانجازات في الدورة وتعميق هذه الانجازات.