التطوع في مركز الطفولة-نبيلة اسبانيولي

كجمعية ومجموعة نسائية اعتمدت منذ بداية عملها على التطوع فالنساء المؤسسات[1] لحضانة الناصرة ومؤسسة حضانات الناصرة وعضوات ادارتها الحالية[2] تطوعن لسنوات عديدة والى اليوم وبخلاف العديد من المؤسسات فمصاريف اللجنة الادارية بلغت الصفر في جميع ميزانياتها. هذا الجسم التطوعي هو الذي حمل المؤسسة ونماها كل هذه السنوات.  كما وعند تأسيس مركز الطفولة كمشروع ضمن مشاريع مؤسسة حضانات الناصرة عملت الهيئة المهنية[3] المؤسسة للمركز تطوعا وحتى عندما عمل جزء منهن براتب دمجن دائما بين التطوع والعمل فقدمت كل منهن كل ما تستطيع لتطوير عمل المركز.

هذه الاجواء حثت العديد للتطوع في المركز والحضانة فمثلا في دورة التاهيل الاولى سنة 1990 شارك د. جريس جمالية- المستشفى الفرنسي- كمحاضرا لموضوع الثقيف الصحي وقدم الدورة بكاملها مجانا تبرعا منه لدعم عمل المركز.

الخريجات كمتطوعات: التطوع موسمي

ومع انتهاء الدورة الاولى ساهمت خريجات الدورة بلاعداد الى معرض كتب والعاب تربوية (اعددنها  هن) ورصد ريعها لدعم المركز استمر المعرض اسبوعين تطوعت الخريجات لتفعيله, كما وان حفلة التخرج الاولى نظمت ومولت من قبل الخريجات فهذه منى تحضر زوجها ليصور حفل التخرج والمعرض, ومنى ما زالت الى اليوم متطوعة في مركز الطفولة واليوم بناتها وابنها يتطوعون في المركز ايضا.

لذا فقد بدأنا التفكيرمباشرة بعد الدورة الاولى بسبل لدمج الخريجات في عمل وفي البداية حصر التطوع في الخريجات فتطوعنا في المعارض المختلفة داخل وخارج المؤسسة. في سنة 1993 عملت مجموعة من الخريجات المتطوعات على اصدار نشرة اخبارية عن المركز وقد اصدرت 4 نشرات في 93-94 وهذه كانت نواة لنشرة مهنية لاحقا وهي نشرة سوا.

تطوعنا الخريجات الى جانب عضوات المؤسسة وعضوات الطاقم  في تنظيم وتفعيل المهرجان الاول للاطفال والذي تم في سنة 1993 "الطفولة مرحي" وقد تطوعن هناك 66 أمراءة واستمر هذا النوع من التطوع في المهرجانات الاحقة: "هياني" "التعبير" "نوار الدار"  " حركة وكيف" " والمهرجان الاخير " فن وكيف: مهرجان الفن التشكيلي الفلسطيني"... وزاد تداخل المتطوعات في تجنيد الاموال والمواد للمهرجانات وفي المشاركة في التخطيط التنفيذ والتقيم.

كما تطوعت الخريجات في الامسيات الرماضنية والتى أدخلناها ضمن فعالياتنا مع المتطوعات الخريجات منذ سنة 1996 واصبحت تقليد داخل المؤسسة.

كما تطوعت الخريجات في تفعيل ورشات للاهل والاطفال في المركز ونوادي الاحياء  والمدارس في الناصرة وخارجها خاصة بمناسبات مثل يوم الطفل, عيد الميلاد, رمضان وعيد الاضحى,عيد الفصح وعيد الفطر. وما زالت العديد من المتطوعات تذكرن الفعاليات لتزيين شجرة العودة في كفر برعم بالتعاون مع لجنة مهرجين برعم والتى اقامت الفعاليات في عيد الميلاد.

توسيع التطوع: توسيع حلقة التطوع للمركز: ما زال موسميا

ضمن التحضيرات لمهرجان الحكاية الشعبية في سنة 1996 توجهنا ليس فقط الى خريجاتنا بل وسعنا حلقة التطوع لتشمل منتسبين/ات في النوادي النسائية, طلاب المدارس والجامعات, حيث توجهنا لهم للمشاركة والتطوع في جمع الحكايات الشعبية.  تم تدريب مجموعة على جمع القصص الشعبية وقد شارك العشرات في هذه الدورة وهذا النشاط. 

وتطوع المسنون في سرد القصص في أمسيات رمضانية عقدت في المركز, وعممنا تجربة من تونس حول مشاركة الجد والجدة في سرد الحكايات الشعبية في الروضات.

ضمن فعاليات أو ايام دراسية مثل فعاليات البيت الآمن المرافقة لليوم الدراسي حول الحوادث البيتية الذي نظم بالتعاون مع مستشفى الناصرة وبيطيرم, وقد عممت الفعاليات في مراكز صحية مختلفة شارك المركز ومتطوعاته في تفعيل الاهل والاطفال بورشات لرفع الوعي حول الآمن البيتي وذلك نتيجة لعدد الاصابات الكثيرة في بيوت اطفالنا.

التطوع في الازمات:

تطوع موسمي من نوع آخر هو التطوع بلازمات شارك مركز الطفولة كباقي مؤسسات شعبنا في دعم الاخوة والاخوات في الضفة والقطاع من خلال لجان الاغاثة وحملات الاغاثة المستمرة الى اليوم في بعض المناسبات (بداية السنة، العيد، حصار وما شابه).

ولكن الازمات لا تقتصر على ابناء شعبنا هناك فهنا ايضا ازمات عديدة لها وقع على جميع افراد المجتمع وقد تجند مركز الطفولة وبادرة الى حملات خاصة ومشاريع خاصة للتعامل مع الازمات وهي عديدة في مسيرة شعبنا, ومن هذه الازمات كان أم السحالي (98), ازمة الناصرة (99), الانتفاضة الثانية(2000), المغار (2005), والحرب على لبنان صيف 2006.

تنوعت انواع التطوع في كل أزمة وأختلفت.

ام السحالي

هدمت الحكومة ثلاث بيوت في ام السحالي (شفاعمر) وعندما وصلنا للتضامن ولدعم أعادة بناء البيوت التى هدمت وللدفاع عن حق العائلات في العيش تحت سقف واقي لهم أتضح لنا ان الاطفال "منسيون" من قبل الجميع فالهم هو كيفية اعادة البناء وتحدي اوامر الهدم. فلم يلتفت أحد الى الاطفال وما عايشوه من صدمة فنظمنا أنفسنا وعقدنا ورشات مع الاطفال للعمل معهم ودعمهم للتعامل مع الصدمة التى عايشوها أذا حضرت الشرطة قبل يومين من عيد الاضحى وهدمت بيوتهم دون أن تترك مجال للامهات اللواتي تواجدن في البيوت من أخلاء البيوت حتى من محتوياتها فوجدت العائلات أنفسهم في العراء.  وقد تم الهدم أمام الاطفال. 

كما ووزعنا خلال الورشات قصة "كرمة أخر العنقود" لكل طفل في ام الساحلي.  وفي احد الورشات والتى حضرها الاطفال مع حنان كركبي جرايسي كانت هنالك طفلة أخرستها الصدمة[4] ولم تنطق بحرف لمدة يومين, وعندما سمعت القصة من حنان واخذت نسخة هدية عانقت القصة قائلة: "هذه انا".  وكان لهذا وقع كبير علينا جميعا وعزز ايماننا بأهمية العمل مع الاطفال.  كما ونظمنا حملت جمع تبرعات للاطفال في أم الساحلي فقد جمعنا مقاسات الاطفال وجمعنا "بدلة عيد" لكل طفل وطفلة تبرع من تجار الناصرة بلاضافة الى حلو العيد الذي وصل يوم العيد لآم السحالي.  كما وشاركنا في الاعتصام والمظاهرات ضد الشرطة التى جاءت وهدمت البيوت التى بنيت مرة ثانية ... لكن البيوت بنيت من جديد.

ازمة الناصرة  1999

أحداث الناصرة لم تكن متوقعة من احد وكانت تجربة جديدة لنا جميعا فالصراع السياسي بين جبهة الناصرة والحركة الاسلامية على الخطة لبناء ساحة المدينة مكان المدرسة الاعدادية الحكومية المحاذية لمقام شهاب الدين البس لباس طائفي وادى الى نزاعات طائفية وعنصرية.

في ظل هذه الظروف وكمركز يعمل في الناصرة لتطوير الطفولة وتدعيم النساء كان لا بد من القيام بفعاليات خاصة كمحاولة للتعامل مع المشاعر الصعبة التى رافقت الاحداث.

لقد كنا في صلب الاحداث وربما لم نتهأي كفاية للتعامل مع هذه الازمة فنحن جزء من الازمة وشركاء بها شأنا أم ابينا ولكننا استطعنا التعامل مع الازمة ودعم المربيات ايضا للتعامل مع اطفالهن.

ففي سياق الدورة التى كانت تجرى في حينه في مركز الطفولة "الناصرة بلدي" التقينا بادئ الامر مع أنفسنا وشاركنا بعض بمشاعرنا، احباطتنا، مخاوفنا ومن ثم تداولنا في طرق لدعم اطفالنا لتخطي الازمة وطورت المجموعة بعض الافكار التى ساعدتهن في عملهن مع الاطفال.

ساعدنا هذا ايضا كمركز للخروج الى الحقل والعمل في النوادي مع مجموعات نسائية في الاساس لتعزيز التعامل مع الازمات.

الانتفاضة الثانية 2000

تفاعلت الجماهير الفلسطينية في البلاد مع الفعاليات الاحتجاجية التى تلت دخول شارون الى الاقصى ونتائجها الماساوية فخرجت الجموع الى التظاهر ضد القتل في القدس والضفة وغزة وقمعت الشرطة هذه المظاهرات وقتلت المتظاهرين.  وكان من الطبيعي أن تنظم مظاهرات في الناصرة ايضا.  كما وقامت مجموعة من المتطرفين اليهود من الهجوم على الناصرة وهبت الناصرة للدفاع عن بلدها فقتل أيضا شابان في هذه المواجهات, حيث استخدمت الشرطة السلاح ضد المدافعين عن الناصرة بدل أن تقمع الماهجمين.

في 2.10 2000 قررنا فتح خط دافئ للاهل والأطفال ولكل العاملين/ات مع الاطفال, وقد عمل هذا الخط حتى نهاية شهر 11. لم نتلقى الكثير من الاتصالات ولكن اول المتصلين كان معلمة قلقة حول كيفية التعامل مع اطفالها لدى عودتهم الى المدرسة بعد الاضراب.  حاولنا مساعدتها وايجاد موارد داعمة لها ولكنه تبين أن مكتبتنا تفتقر لمثل هذه الموارد لذا فقد قمنا بتحضير دليل مساعد للمربي/ة ووزع منه 10000 نسخة في ايام دراسية ومن خلال جمعيات ومجالس محلية وبلديات مختلفة ومبادرات خاصة.  كما واعددنا دليل للأهل وزع منه 20،000 نسخة خاصة في الاحياء والبلدات التى جرت بها أحداث قاسية.

كما وقمنا بالعمل ضمن مجموعات لتخفيف الضغط ودعم الاهالي في التعامل مع الازمات وشمل ذلك مجموعات في مراحي الغزلان- يافة الناصرة, طمرة, مدرسة توفيق زياد, مدرسة الزهراء, القسطل, الحي الشرقي،عبلين, حيفا.

حملة لن يركع منا حتى طفل يرضع 2000-2001.

بعد ان هدأت نسبيا لدينا أستمرت الانتفاضة الثانية وكان لها تأثير كبير خاصة على الاطفال. فمثلا اهتم باسل ابن السادسة بالحديث الجاري مع أمه حول الأطفال في المناطق المحتلة، فهو منذ بدء الانتفاضة يتابع الأخبار كمئات الأطفال هنا والذين عايشوا الأحداث مباشرة عبر التلفزيون وشاهدوها في مدنهم وقراهم التي انتفضت احتجاجاً وتواصلاً مع كل ما يجري هناك.

تأثّر باسل مثل مئات وآلاف الأطفال بمشهد محمد الدرة وهو يقتل بين يديّ والده، فعبَّر ورسم وتحدث ووجد من أهله دعماً وتفهّماً.. فهو معتادُ على السؤال والاستفسار.

هذا وقد اهتم في المحادثة الجارية حول الأطفال هناك فتابعها وعلم منها عن النِّية في القيام بعمل ما لإعادة الأمل في الحياة، فقد علمنا أن الموت هو الرغبة الوحيدة لأطفال المخيمات التي تعرضت للقصف والعنف الدائم مثل مخيمات عايدة والدهيشة في منطقة بيت لحم.

اقترحت إحدى الصديقات تقديم أقلام وألوان ودفاتر ليتسنى لهؤلاء الأطفال التعبير عن ذاتهم "فليصرخ القلم".. هذا وباشرنا ببلورة الفكرة وتنفيذ هذه الحملة باشتراك مؤسسات أخرى، وقد أردنا تقديم حقيبة تحتوي على أقلام، دفاتر، محَّايات، برايات، ألوان.. للأطفال وكان هدفنا الوصول إلى 1000 حقيبة.

ذهب باسل إلى غرفته وأحضر مجلته المفضلة الجديدة التي لم يتمتع بها بعد، قال: "خذي هاي أعطيها للأطفال فيها أشياء مسلية كثير".  ما فعله باسل أضاف بُعداً إنسانياً وطفولياً على الفكرة، ، فمَن مِن الأطفال لا يحب الحصول على هدايا خاصة يتلقّاها من صديق، أو من شخص يحاول أن يكون صديقاً؟!.. لماذا لا ندعوا أطفال الناصرة و"كلّ بَواسلها" للمشاركة في هذه الحملة، و"زيادة الخير خيرين" نحن نحضر الحقيبة ثم نزيد عليها الهدية والرسالة أو الرسمة التي يقدمها الطفل الفلسطيني هنا إلى الطفل الفلسطيني هناك.

وهكذا يكون التواصل بين الطفل المرسل/ة والطفل المتلقي/ة، يعبِّر المرسل عن أمانيه، يتضامن، يشارك، ويتواصل.  وتصبح حملة دعم من نوع آخر "من طفل إلى طفل".  وهكذا وبالتعاون مع مؤسسات مختلفة في المدينة انطلقت الفكرة…

من …… إلى

رسائل بين "شطري البرتقالة"

خلال حملة "لن يركع منا حتى طفل يرضع" طلبنا من الأطفال إحضار هدية ورسالة نرفقها باسمه إلى الطفل الفلسطيني في المخيمات، وقد رغبنا في الحصول على 1250 رسالة، لكن ولضيق الوقت وانشغال الجميع بالأعياد لم نستطع الحصول على هذا الكم من الرسائل.

وضعنا في كل حقيبة رسالة منّا وهدية.

أما الرسائل التي وصلتنا، فقد وزّعناها على الحقائب وحاولنا تصوير غالبيتها قبل وضعها في الحقيبة، وذلك لنحاول الخوض في ما يقلق بال أطفالنا هنا... لم نستطع تصوير جميع الرسائل بعضها كان مغلقاً بإحكام ومع هذا فقد استطعنا تصوير 115 رسالة من بين رسائل أطفال الناصرة.

رسائل أطفال هردوف ومدرسة الجليل تمّ وضعها في حقائب قبل تصويرها، لذلك فإن التحليل لمحتوى الرسائل الذي قمنا به لا يشملها.

اشترك في الحملة أطفال تراوحت أعمارهم بين 3 إلى 13 سنة، أما الرسائل فكانت من أطفال في سن الـ 5 إلى 13 سنة،  أما الأصغر سناً فقد أرسلوا رسمة مع هدية.

وقد تراوحت نسبة الرسائل التي وردت دون ذكر العمر والصف، حوالي 61%، لكننا على يقين بأن غالبية الأطفال أصحاب هذه الرسائل لم تتجاوز أعمارهم الـ 13 سنة أي في الصف السابع الابتدائي، إذ أن الدعوة اقتصرت على المدارس الابتدائية.

كانت الرسائل من أطفال مدرسة الحرش الناصرة، مدرسة الشرق، روضة الشموع، مكتبة أبو سلمى، الفاخورة، راهبات المخلص، المدرسة الإكليريكية، مار يوسف، نادي الحرش البلدي، ولم يسجّل غالبية الطلاب اسم المدرسة التي يتعلمون فيها.

وضّح استعراض الرسائل بأن أطفالنا مهتمين ومنشغلين بالأحداث الدائرة مع أبناء شعبنا في المناطق الفلسطينية المحتلة، وهذا الاهتمام ينعكس عن طريق الرسائل، ويعبر عنه الأطفال من خلال مشاعرهم وتصريحاتهم نحن معك/معكم.

منذ سنوات يواجه بعض المربين والمربيات اشكالية في البرامج التربوية الموجهة من قبل وزارة المعارف الخالية من التعامل مع تاريخنا وتاريخ شعبنا والعاملة على خلق طفل فلسطيني منقطع عن الجذور وقد رأينا في السنوات الأخيرة بعض المبادرات لتغيير هذا النمط خاصة مشروع الهوية التي بادرت إليه لجنة متابعة التعليم العربي في البلاد.

واليوم وبعد قراءة الرسائل والعمل مع مجموعات من الأهالي نرى أهمية قصوى في تطوير مشاريع تبنى على موضوع مشاعر الانتماء التي عكستها الرسائل بشكل واضح لكي تدعمها بمعرفة ووعي سياسي إذ أن الفرصة متاحة الآن، فغالبية الأطفال مهتمين بالأمر، والاهتمام هو دافعية أساسية للتعلم إذ أن مشاركة الأطفال بدراسة التاريخ، والتعرف عليه وعلى رموزه بالإضافة إلى الاهتمام بجذورنا هي من الأمور التي من المهم أن تدرج في سلم أولوياتنا كمؤسسات وأحزاب وكلّ مركبات المجتمع.

فعاليات جماهيرية

شاركنا في هذه المرحلة في فعاليات جماهيرية مختلفة هدفت الى اعلام المؤسسات المحلية والعالمية بما حدث وفضح سياسة القمع البوليسية تجاه الجماهير العربية. فشاركنا في لقاء مفتوح مع السفارات نظمه مركز مساواة واعلام كما والتقينا مع ممثلين عن السوق الاوروبية, ممثلين من صندوق اسرائيل الجديد، ممثلين عن الرلمان الاوروبي، مجموعات المانية.  وشاركنا في فعاليات احتجاجية في خيمة السلام مجيدو، شهادات في جامعة تل ابيب، جامعة بئر السبع، كما ودعمنا عمل اللجنة الشعبية لدعم الاهل في المناطق المحتلة 67.

رافق ذلك كله عمل امام الاعلام الاسرائيلي والعالمي على رفع صوتنا والمشاركة بما حدث.

المغار 2005

بعد احداث المغار المؤسفة توجهنا للمغار للتضامن ودعم المساعي الرامية لوقف الصراع وحله.  ومرة اخرى تجندنا لدعم الاطفال خاصة من الحي المتضرر بسبب اعمال العنف ودعم الاطفال والاهل لتخطي الازمة فقمنا بفعاليات وورشات عمل مع الاطفال ومع الاهالي كما وحاولنا تنظيم الدعم في القرية بتنسيق عمل الطواقم المهنية وقد تجند المستشارين من جميع البلاد لدعم المربين/ات في المدارس.   

الحرب على لبنان

ثلاثة ايام بعد الحرب بدئنا العمل على تطوير حقائب فرديّة وعائليّة لمواجهة الأزمات وبدء توزيعها في مناطق الشّمال في البلاد من خلال مكاتب الخدمات الاجتماعيّة والفعاليّات الجماهيريّة المسؤولة.. أثناء ذلك عمل مركز الطّفولة بصورة مكثّفة ليتلاءم مع حالة الطّوارئ الّتي مررنا بها.

عانى الأطفال العرب في منطقة الشّمال الأمرّين من الحرب،  ولم تتوفر في قرانا ومدننا الملاجىء الملائمة، ولم نتمكن من تجميع الأطفال لفعاليّات ترفيهيّة بسبب عدم وجود أماكن آمنة،ّ وقضى الأطفال أغلب الوقت في البيوت مع أهاليهم.

لذا فقد بادر مركز الطّفولة لتطوير حقائب فرديّة وعائليّة وزّعت للعائلات، وشملت على كتيّب "أطفالنا في مواجهة الأزمات"  ويتوجّه هذا الكتيّب إلى الأهالي أوّلاً، آباء وأمّهات، ليدعمهم بالدّور المهم الملقى على عواتقهم. وإلى العاملين /ات مع الأطفال أيضًا.

ويهدف إلى تشجيع الحوار والمحادثة والمناقشة، مشاركة المعرفة، تحرير المشاعر واكتشاف التّحدّيات والصّعوبات الّتي يواجهها أبناؤنا، وفتح المجال أمامهم للتّنفيس عن مشاعرهم، والحوار حول معلوماتهم وذلك من خلال الإصغاء الفعليّ في جوٍّ دافئ، متقبِّل وداعم، ممّا يساعدنا على تحديد وضعهم، مشاعرهم، الصّعوبات الّتي يواجهونها، والانطلاق إلى مساعدتهم على مواجهة هذه الظّروف.

وحوت الحقيبة أيضًا على مجموعة فعاليّات "قول إللي بقلبك"، وهي فعاليّات تعبيريّة ملائمة للمرحلة. بالإضافة إلى الحلويّات وموادّ إبداعيّة وألعاب للتّسلية.

بدء بتوزيع الحقائب يوم الأربعاء 26/7/2006 على حيّ الصّفافرة بمشاركة من عضوات الإدارة وطاقم العمل ومتطوّعات في مركز الطّفولة وبمرافقة متطوّعين ومتطوّعات من مخيّم النّاصرة البلديّ.

 وبرفقة الأخ محمّد عوايسي النّاشط في حيّ الصّفافرة، وعضو بلديّة النّاصرة السّيّد خالد نجم، تمّ بدء التّوزيع من بيت الطّفلين الفقيدين من عائلة طلّوزي بعد تقديم التّعزية وشرح فكرة الحقائب.

هذا وقد ارتأى مركز الطّفولة أن يبدأ توزيع الحقائب من بيت الفقيدين، على أمل أن يكون هذا المُصاب هو الأخير دون أن يمسّ أيّ طفل آخر. وقد شارك في جولة التّوزيع أخو الفقيدين الطّفل معتزّ طلّوزي.

من الجدير ذكره أنّه بعد إصدار الحقيبة وبدء المشروع والإعلان عنه، توجّه أفراد وأشخاص وعبّروا عن استعدادهم للدّعم من أجل المزيد من الحقائب، وسعى المركز لتجنيد موارد خصوصًا بعد الطّلبات الكثيرة الّتي وصلته للحصول على المزيد من الحقائب والموارد.

كما ونشرنا الموادّ الّتي تمّ تطويرها خصّيصا لهذه الأوضاع، في موقع المركز الإلكتروني ليتسنّى للجميع استخدامها: www.tufula.org

وقد استطعنا تحضير وتوزيع 7000 حقيبية بدعم من مؤسّسات مختلفة، مثل: إنقاذ الطّفل في أمريكا، بياكونيا-ألمانيا، جوينت، الصّندوق الجديد لإسرائيل، كندر هيلف- بيت لحم في ألمانيا، هينريخ بول وآخرين.

وشارك في تعبئة الحقائب وتوزيعها: طاقم عمل مركز الطّفولة، المتطوّعات والمتطوّعين في المركز ووصل عددهم خلال الفترة الى 120 متطوعة من الشباب والصبايا, النساء, الاطفال, عائلات بأكملها.، متطوّعو ومتطوّعات مركز دعم الشّباب المتطوّع في دائرة المراكز الجماهيريّة في بلديّة النّاصرة بالأضافة الى المتطوعات في القرى التى نعمل بها.

من المناطق الّتي تمّ التّوزيع فيها:

النّاصرة، حيفا، الرّامة، القرى الّتي اعترف بها مؤخّرا: الكمّانة الشّرقيّة والغربيّة والقليبات، عرب النّعيم، الحسينيّة، الضّميدة. المغار، عكّا، مجد الكروم، أبو سنان، إكسال، عبلّين، بيت جن، الشّاغور، البعنة، دير الأسد، جولس ، الجشّ، حرفيش، طرعان، طمرة، يافة النّاصرة، كفر ياسيف، معليا، ساجور، سخنين، عيلبون، عرّابة،فسّوطة، البقيعة، الرّينة، ترشيحا، المزرعة، بعينة النّجيدات، شعب، كابول، الزّرازير، كفر سميع.

المشاركة في تأسيس مركز الطوارئ العربي

خلال الحرب تنادت مجموعة من المؤسسات للتنسيق بينها وقد دعت في حينة لجنة الرؤساء الجمعيات الى التشاور وتنسيق العمل وقد تبلورت في حينه مجموعة اطلق عليها "مبادرة" نسقت العمل واقامت مشاريع مشتركة خلال الحرب وبعدها.

وقد تمّ ترتيب العديد من الفعاليّات والمبادرات ضمنها، تجند مركز الطفولة لتنسيق العمل في بعض هذه المشاريع منها إصدار دليل لدعم المربّين والمربّيات فيما بعد الحرب، فقمنا بإعداد وتركيز هذا الإصدار وتوزيعه وكان النّتاج كتيّب بعنوان "نسير إلى الأمام" من تحرير د. هالة اسبانيولي ونبيلة اسبانيولي، يحتوي الكتيّب على مجموعة فعاليّات تهدف إلى:

تجميع أفكار وفعاليّات متنوّعة يمكن القيام بها داخل الصفّ مع الأطفال بهدف  التعبير عن المشاعر وإعادة الأمل في الحياة وتحسين القدرة على الصّمود، المقاومة، تحصين الذّات[5]Resilience.

وذلك لدعم المربّي/ة من تخطيط عمله/ا مع بداية السّنة الجديدة والّتي لا بدّ من أن نتطرّق إلى ما حدث وكيف تعاملنا مع الأحداث.

مساعدة الأطفال والطلاّب تجاوز هذه الأزمة بصحّة نفسيّة سليمة، ومنع تراكم الخبرات السّلبيّة الّتي قد تستمرّ إلى ما بعد الأزمة.

دعم المربّي/ة للتعرّف على مظاهر لدى الأطفال بحاجة إلى علاج أعمق من قبل المختصّين.

تستند غالبيّة الفعاليّات على تراثنا وحضارتنا، فتحتوي فعاليّات معتمدة على أمثالنا الشّعبيّة وأخرى تعتمد قصائد شعرائنا وغيرها من الفعاليّات لتفريغ المشاعر ولبناء الأمل من أجل مستقبل أفضل.

اما المشروع الثاني لدعم التكافل الاجتماعي فكان تعبئة وتوزيع 10000 رزمة مدرسية وزعت جزء منها من خلال بزارات "خذ واعطي" نظمتها مؤسسات مختلفة حصلت على الرزم منا ومنها من خلال المجالس المحلية.

وقد اجرينا تقييم للتعامل مع الحرب ودراسة التجربة واستخلاص الدروس المستفادة من هذه التجربة وفي الجلسات التخطيطية بعد الحرب قررنا تأسيس مركز طوارئ عربي يعمل تحت مظلة لجنة الرؤساء وتديره الجمعيات الشريكة بشكل مشترك. عين مدير للمركز الذي بدء عمله في شهر 5.2007 .

أزمة البقيعة 2007:

مركز الطوارئ العربي مبادرة اخذ على نفسه التدخل المباشر في الازمة.

تعزيز التـطوع المجتمعي: الخروج من التطوع الموسمي الى تطوع ممنهج

 عام 1995 وبمناسبة يوم الطفل العالمي بادرت عضوات ادارة المؤسسة الى توزيع كتب للاطفال والعاب لاقسام الاطفال في مستشفيات الناصرة.  متابعتنا للامر أظهرت انه لا توجد طريقة منظمة لاستخدام الالعاب التى قدمت للمستشفيات كما ولا يوجد اشخاص داعمون للاطفال خلال تواجدهم في المستشفيات وذلك بسبب ضغط العمل على الممرضات, ولغياب اشخاص يتفرغون لهذا النشاط بين الاطفال,  من جهة اخرى هنالك العديد من الطلاب والطالبات في صفوف العواشر الذين يطلب منهم/ن تقديم 60 ساعة تطوع في المجتمع كألتزام ذاتي ولا يجدون أماكن منظمة للتطوع. 

وعينا لاهمية التكافل المجتمعي بما في ذلك تطوير مجتمع عصامي يعتمد افراده على تحمل المسؤوليات المجتمعية رأينا ان التطوع المجتمعي عماد هذا التوجه لذا فقد طورنا مشروع  لدعم وتطوير التطوع لطلاب المدارس وقمنا بتهيئة مكتبة العاب وقصص متواضعة في مستشفيات الناصرة الثلاث من خلال جمع التبرعات من أفراد ومؤسسات.

 أول من فكرّنا بتجنيدهم طلاب وطالبات صفوف العواشر في مدارس المدينة, لكونهم ملزمين بخدمة مجتمعية قوامها ستون ساعة سنوية.  إتصلنا بمركزي التربية الاجتماعية في المدارس بهذا الشأن, وتجمع لدينا حوالي 20 طالباً وطالبة (غالبيتهم من الطالبات), نظمنا لهم/ن دورة تحضيرية في المركز لتطوعهم في مستشفيات الناصرة وخاصة الاطفال في المستشفيات وشملت الدورة على مهارات اساسية للعمل مع الاطفال ولحماية انفسهم. وتضمن بالاضافة الى طرق الوقاية الصحية, تدريباً على سرد القصة وعلى استعمال الالعاب والمواد الابداعية مع الاطفال, ثم انضموا الى طاقم مستشفيات الناصرة وعملوا مع الاطفال مدة 40 ساعة, بإشراف مركّزة المشروع في المركز والممرضة في قسم الاطفال.  ولضمان عملهم في المستشفيات قدمنا دفعة جديدة من الكتب والالعاب للمستشفيات ليستطيع الطلاب ايجاد مواد للعمل مع الاطفال في المستشفيات

تقييم المشروع في سنته الاولى اظهرت دروس مستفادة حاولنا اخذها بعين الاعتبار في السنة الثانية ومن هذه الدروس: تنسيق مع الممرضات في المستشفى ودمج المتطوعين ضمن طاقم العمل وتعين عنوان للمتطوعين داخل المستشفى (الممرضة المسؤولة بلاضافة الى منسقة المشروع في مركز الطفولة) لتستطيع الاجابة على تساؤولاتهم خلال التواجد في المستشفى.  تقديم تبرع أضافي للمستشفيات يشمل عربة خاصة لوضع الكتب والمواد عليها يمكن للمتطوع /ة احضارخا الى تخت الطفل.

في السنة الثالثة توقفنا عن المشروع اذ اصبح نهج في المستشفيات (متابعة الامر الان يظهر الحاجة الى اعادة احياء مثل هذه المشاريع).

تدريب المتطوعين/ات

تم تدريب الطواقم المتدربة قبل أغلب المواسم التطوعية خاصة قبل المهرجانات المختلفة فقد نظمت ورشات تدريب للتحضير للمهرجان والتدرب على محتوياته.

ضمن مشروع القرى درب 15 شخص على صناعة الافلام ومن ثم اعدوا تطوعا فيلم عن المركز.

تطوع دائم في المركز:

اعتبارا من سنة 1998 وبعد سنوات من العمل استطعنا استيعاب متطوعين كجزء من طاقم العمل الدائم وهذا النهج توسع بشكل دائم وهو مستمر لغاية اليوم ولكننا بحاجة الى تنظيمه اكثر ومنهجته وايجاد اليات لتطوره في المركز.

مشروع تكافل مجتمعي: تدعيم النساء في القرى التى أعترف بها مؤخرا في الشمال.

وهو مشروع تدعيم النساء لأخذ زمام الامور والعمل على تطوير مشروع يكن هن المخططات المنفذات تطوعت له. ٍ كما واصبحت النساء المشاركات في المشروع متطوعات في قراهم ويصل عددهم اليوم الى قرابة ال 50 متطوعة.

تدريب المتطوعين/ات

تم تدريب الطواقم المتدربة قبل أغلب المواسم التطوعية خاصة قبل المهرجانات المختلفة فقد نظمت ورشات تدريب للتحضير للمهرجان والتدرب على محتوياته.

ضمن مشروع القرى درب 15 شخص على صناعة الافلام ومن ثم اعدوا تطوعا فيلم عن المركز.

[1]  وهن: نائلة زياد, سامية حكيم, المرحومة أوديت نمر, سميرة خوري, ردينة جرايسي,  والمرحومة عواطف برغوت

[2] سميرة دراوشة (رئيسة) جورجيت جهشان, يسر صرصور, عايدة نخلة , سهام ورورو, رنا حلو,,  والمرحومة أوديت نمر.

[3] المرحومة د.حنان كركبي جرايسي, المرحومة د. هالة اسبانيولي, المستشارة أمينة عمري, ونبيلة أسبانيولي

[4]  الخرس المؤقت هو احد المظاهر التى ممكن ان ترافق الصدمات لدى الاطفال.

 [5] يمكنكم أستخدام  النموذج في ملحق هذا الكتيب لفهم أعمق للقدرة الشخصية على الصمودجموعة بؤرية بموضوع التطوع: