"قرانا الباقية فينا – هويتنا وكياننا

تتعرض الهوية الفلسطينية المحلية بمركباتها المختلفة للتهديد بصفة مستمرة من قبل الحركة الصهيونية ومؤسساتها بما فيها الدولة وممارساتها التي تهدف الى شرذمتنا ومحو هويتنا، حيث يواجه الفلسطينيون أحداثاً صادمة بشكل يومي، وممارسات اسرائيلية تمس الثقافة الفلسطينية وتشوه خصائصها وتحد من مساهمتها في تطوير الثقافة والتفاعل والحوار الحضاري على المستوى العالمي.  احد الممارسات الأساسية بدء ما قبل النكبة وتتوج  بالتهجير من قرانا ومدننا وهدم المئات منها واخفائها من الجغرافية الحالية وتهويد الحيز من خلال اعطاء مسميات جديدة لأماكن العربية الفلسطينية.

لذا اخذنا على انفسنا التحدي لحفظ ذاكرة المكان بالأاضافة الى العمل على تطوير موارد متنوعة للمساهمة في تعزيز الأنتماء والهوية الفلسطينية لأطفالنا من خلال مشاريعنا ومواردنا المتعددة التي طورناها لهذا الهدف راجع/ي المقال تحت عنوان "نهج إجرائي في إعداد موارد ملائمة ثقافيا للطفولة المبكرة" المنشور في موقعنا.

وفي دراستنا للمكتبة الطفل/ة وجدنا نقص في قصص أطفال نوعية تجري أحداثها في فلسطين وشخصياتها وجغرافيتها فلسطينية، على الرغم من أن أدب الأطفال هو مركب مهم جدا من المركبات الثقافية. فالكتاب الجذاب بحبكته ورسوماته يصبح رفيقا للطفل، ينام معه، ويرجع له كلما وجد وقتا لذلك.

فكيف لنا ان نسد هذا النقص في مكتبتنا ونقدم كتب جميلة وجذابة تجري أحداثها في قرى كانت وهجرت، او تجري أحداثها مع شخصيات كانت تلعب هناك ولغتها بالعربية الفلسطينية "اللغة الوطنية" كما سماها الشاعر سعود الاسدي.

خلفية المشروع

كنت في رحلة عائلية مع أخي وأطفاله إلى شمال فلسطين حيث مررنا من قرب قرية البصة وكالعادة كلما مررنا من جانب قرية هجرت واسمها استبدل باسماء جديدة اذكر اسمها الأصلي للأطفال لتبقى ذاكرة المكان بالرغم من تشويهه ومحاولة تغيبه ومحوه من الجغرافية، فما كان من "جود" ابن الخمس سنوات  ان سالني وينها لأنه لم يرى اثأر للقرية سوى الشاطئ فقلت له بدك احكيلك قصة فقال بحماس نعم وهكذا ابتدأت الحكاية مع قرية البصة:

كان يا مكان ومش من زمان كثير قبل ال48 قرية اسمها البصة

تشجعت عندما طلب مني جود واخواته ان احكي القصة كمان مرة وكمان مرة

وعندما كتبتها على ورق وعدت اليهم كانوا فرحين فهذه القصة شاركوا في ولادتها, "

واصبحت احلم في كتابة قصة عن كل قرية هجرت

تبدأ قصص سلسلة "قرانا الباقية فينا" جميعها ب: "كان يا مكان في قديم الزمان ومش من زمان كثير .. قبل ال48 كان في قرية/مدينة اسمها البصة...، الشجرة...، البروة..., الناصرة.....، صفورية"   ومن ثم نسرد قصة كلها خيال بخيال اما البصة والبروة والشجرة والناصرة وصفورية فهي حقيقية.

على الغلاف الخارجي نقدم نبذة قصيرة عن القرية للراشد المرافق للطفل وكتبه.   

ترافق القصة رسومات جذابة من رسام او رسامة.

يسعى المشروع الوصول بسلسلة "قرانا الباقية فينا" إلى الأطفال الفلسطينية في جميع أماكن تواجدعم والى أطفال العالم لذا فقد حولنا بعض القصص الى رسوم متحركة على شكل افلام يمكن مشاهدتها على صفحة السلسلة، او سردناها في موقع القرية وجميع الفيديوهات موجودة في الفيس بوك على صفحة "سلسلة قرانا الباقية فينا children’s stories"

كما وتبرعنا ب 2500 نسخة من الثلاث كتب الآولى لمؤسسة تامر لتوزيعها على مكتبات الضفة وغزة.

تجول طاقم مشروع "هويتنا وكياننا" المؤلف من مركزة المشروع سمر ابو الهيجاء والفنانة هيام دياب والفنان جابر غباس في عشرات المدارس وقام بفعاليات متنوعة مع الأطفال كما وشاركنا في فعاليات مسيرة العودة في عدة قرى ونتابع المشوار ونتابع الكتابة والإصدار والنشر والتعمبم.

تجمع الصفحة ايضا توثيقات من فعالياتنا المختلفة وتجمع مردود من الأطفال من جميع المناطق.

 هذا المشروع ريادي على عدة مستويات:

  • لأول مرة تكرس قصص للأطفال عن هذه القرى وشخصيات مهمة في تاريخنا الثقافي محمود درويش وناجي العلي ومي زيادة
  • القرى هي سياق للقصة الجذابة للطفل وليس حكاية عن القرية مما يضمن انجذاب الطفل للقصة
  • كتبت القصص بطريقة محببة للأطفال وبمشاركتهم
  • القصص بها من الخيال ولكن مسمياتها ومواقعها وتضاريسها الواردة في القصة خيالية مما جعلنا نكتب "كل القصة خيال بخيال ما عدا البصة، البروة، الشجرة، الناصرة وصفورية فهي حقيقية.  فالبصة تقع على البحر ولذا كتبنا قصة أسميناها "صياد البصة" والبروة قرية شاعرنا محمود درويش ولذا كتبنا القصة وأسميناها "شاعر البروة"، والشجرة هي قرية ناجي العلي لذا اسمينا القصة "رسام البروة"، وفي الناصرة ولدت وعاشت طفولتها مي زيادة والتي أطلق عليها "فراشة الأدب" لذا اسمينا القصة "فراشة الناصرة"، أما القصة القادمة فعي عن صفورية اطلقنا عليها أسك "سر صفورية "
  • القصص مكتوبة باللغة المحكية الفلسطينية "اللغة الوطنية"

حازت قصص المشروع على اعتراف عالمي حينما أختيرت قصة "شاعر البروة" كقصة مميزة برسوماتها ووضعت على قائمة الشرف لمؤسسة ايبي العالمية سنة 2021.

اما قصة "فراشة الناصرة" فقد وضعت على قائمة الشرف لمؤسسة ايبي العالمية سنة 2022 لتميز نصوصها.

وسنستمر في هذا المشروع وسننشر قصص جديدة لكي تبقى قرانا فينا