8 اذار

 

نبيلة اسبانيولي

يوم الثامن من آذار هو يوم نضالي يمكننا استخدامه للوقوف والاستشفاف حول ما حققنا من انجازات كنساء وحول التحديات التي ما زالت ماثلة أمامنا كمجتمع وكنساء في هذا المجتمع.  أولا أود التنويه أن قضايا النساء هي قضايا مجتمعية وسياسية تخص جميع أفراد المجتمع، وعليه فان تغيير واقع المرأة هو مسؤولية مجتمعية وسياسية من الدرجة الأولى.  ثانيا أن النضال من اجل تغيير واقع النساء هو جزء من نضالنا العام كمجتمع من اجل البقاء والمساواة من اجل حقوقنا الجماعية والفردية ومن اجل مجتمع يطيب العيش به، مجتمع يحترم إفراده ويستفيد من القدرات المتوفرة به.  أن انجازاتنا على مر التاريخ كثيرة ويكفي أن  نتذكر أن كل حق حصلنا عليه جاء نتيجة لنضال مثابر فلم يصبح الحق في المشاركة السياسية من تصويت وانتخاب حق الا نتيجة لنضال مرير دفعت النساء ثمنه غاليا، ولم يصبح الحق في التعليم حق معترف به إلا نتيجة لنضال عنيد بدأ مع النسويات العربيات الأوائل ومن ساندهن من رجال مثل قاسم أمين في مصر.  وهذا يندرج على جميع الحقوق والفرص التى أصبحت متاحة للنساء في المجتمعات المختلفة وفي مجتمعنا العربي الفلسطيني على وجه الخصوص.  جميع الحقوق التى نالتها المرأة جاء بعد نضال عنيد.

وما زالت الطريق امامنا طويلة فهنالك العديدة من التحديات امامنا كنساء عربيات فلسطينيات مواطنات في دولة اسرائيل.  ومن هذه التحديات احقاق حقوقنا كاملة:

الحق في الهوية والذي تنص عليه جميع المواثيق الدولية فهو حق منتهك اذا تقصى مقومات اساسية من مقومات الهوية عن كتب التدريس كتاريخ شعبنا وحضارته العريقة فلا نتعلم في كتبنا المدرسية الابداعات الادبية لتوفيق زياد ومحمود درويش وفدوى طوقان وشكيب جهشان ومعين بسيسو وغيرهم ولا ندرس ما كتبه اميل توما او اميل حبيبي.  وعلى الرغم من اننا نتعلم باللغة العربية غير ان العلاقة العاطفية مع اللغة لا تعزز وتضيع الهوية مع ضياع اللغة.

الحق في العيش بكرامة دون فقر ودون عنف هو حق منتهك يوميا في ظل حكومة تزيد من افقار الفقراء واغناء الاغنياء وحكومة تزيد من التمييز اللاحق بنا كأقلية وطن في هذا الوطن الذي لا يوجد لنا سواه.  النساء في مجتمعنا هن الضحايا الاولى للفقر والعنف فالمحلل للفقر يرى ان غالبية الفقراء هن نساء كما وان غالبية ضحايا العنف هن نساء.  خاصة العنف الاسري فالنساء المعنفات والمقتولات لكونهن نساء يزداد سنة عن اخرى.  والفقر احدى العوامل المعيقة لتنمية المجتمع اذ تحد امكانية التعلم والتطور للنساء وتدخل العائلات الفقيرة الى دائرة الفقر التى يصعب الخروج منها. ينتهك هذا الحق ايضا في القرى غير المعترف بها والتى بغالبيتها عمرها اكبر من عمر الدولة ولكن وبسبب سياسة الدولة فالنساء اللواتي يعشن في هذه القرى يعشن في ظروف حياة ضاغطة جدا تنتهك حقوقهن جميعها.

الحق في العمل: في ظروف عمل منصفة وعادلة، فبعد ان صودرت الارض لم يبقى للنساء الفلسطنيات ارض لزراعتها وخرجت النساء للعمل في المجالات المتنوعة واليوم ونتيجة لعدم تصنيع القرى، ولقلة المواصلات العامة من والى قرانا، وضعف الاطر الداعمة من حضانات وخدمات مجتمعية، وقلة فرص العمل والتأهيل، ما زالت غالبية النساء لا تجد فرص للعمل، كما وان اسواق العمل في البلاد تغلق امام النساء الفلسطينيات مواطنات الدولة نتيجة لزيادة العنصرية في الشارع اليهودي ويكفي ان تتوجه امرأة محجبة لطلب العمل في مؤسسات الخاصة او العامة في المجتمع اليهودي لتلقى الصد من قبل المشغلين اليهود.  فتعود للبحث عن عمل في المجتمع العربي لتلقى وظائف لا يدفع المشغل للعاملة الحد الادنى من الاجور، واذا احتجت قال لها "هذا ما لدينا: و"مثلك مثايل" وهكذا

الحق في المواطنة: وضمان حقوق المواطنة الكاملة دون قيد او شرط فتاتي الحكومة والخطاب السياسي ليجعل هذه الحقوق مشروطة او حتى مقيدة، فالمواطنة الفلسطينية والمواطن الفلسطيني يمنع من حقه في اختيار شريكة حياته شريك حياتها.  اذ لا تستطيع متابعة العيش في وطنها مع من تزوجت ان تزوجت من فلسطيني او عربي. فتشرد عائلات وتعاني عائلات من التهجير القصري او التشتت مما يعيق بناء شراكة حقيقية بين الزوج وزوجته.

الحق في العيش بامان وسلام

الحق في التعليم العالي

الحق

الحق

 ويرافق كل هذا وذاك مظاهر مجتمعية تزيد من حجم التحديات وتعمق المشاكل التى تعيق من تقدم وتطور مجتمعنا، كالمحاولات المجتمعية لتبرير هذه الانتهاكات واعطائها شرعية سياسية او مجتمعية او دينية  كظاهرة تزويج الطفلات، وتعدد الزوجات، والطلاق التعسفي وما اليه من مظاهر تزيد من المشاكل المجتمعية.  وتؤثر على حسن الحال